وماذا بعد الانتظار؟؟

ماذا بعد الانتظار؟؟

فراق أم لقاء؟

فى ذلك اليوم الذى تعرفت عليك فيه لم أكن أعلم بأنك ستستحوذ على جزء كبير من حياتى بل حياتى كلها!! تعرفت عليك منذ عدة شهور  ولكن لم يدر أى حديث بيننا وتعددت اللقاءت مرار وتكرار وجمعنا  مكان واحد . وفى كل مرة يجمعنا القدر فيها .. لم يحن بعد أن نقترب من بعضنا البعض وفى ذات ليلة... لم أكن اعلم أنها ستكون البداية بيننا تقابلنا وتحدثنا وتعارفنا وطال الحديث ولم نشعر حينها بالوقت إلا عندما انفض المكان من حولنا ...وقتها أدركت أنه قد حدث شيء غريب لم يحدث لى من قبل  أن أجلس واتحدث كل هذه المدة  مع إنسان على وجهه الأرض ولكن حدث معه واعتذرنا لبعضنا البعض وذهب كل منا إلى منزله  وقبل أن نفترق  تبادلنا  طرق التواصل بيننا وتمنينا أن يتكرر هذا اللقاء مرة اخرى وعندما ذهبت إلى المنزل وجدت الهاتف يرن وأسرعت  إليه وكأن شيء بداخلى يحدثنى بأنه  هو نعم... إنه هو ،اتصل ليطمئن على وصولى آمنة إلى المنزل وكان يبدو على صوته انه قلق بالفعل  استأذن لثوانٍ وأنا معه على الهاتف  وقال لي هل يمكننا أن نتحدث أم تريدين النوم؟؟ فأجبته بدون تردد لا..لا أريد النوم ..لا بأس إن تحدثنا قليلا.لم نشعر بالوقت فى الليلة الأولى من حديثنا وأصبحت الثوانى دقائق بل ساعات وعند بزوغ الشمس أدركنا أننا نتحدث  طيلة الليل وأغلقنا الهاتف وذهبت لكى أنام ،ولكن عقلى وتفكيرى وقلبى حدث بهم تشويش فى ليله واحدة يا ترى ماذا حدث لى  ولماذا هو بالذات! لماذا سمحت بأن يدور بيننا كل هذه الأحاديث الخاصة بيننا و حاولت أن أتذكر ماذا كان حوارنا منذ لقائنا لوقت بزوغ الشمس ..ووجدت  نفسى أتحدث وهو يتحدث وكلا منا يسمع للآخر  دون ملل وفى اليوم التالى  وجدت وردا جميلا  أرسل لى ومعه بعض من انواع الشيكولاته المفضلة لدي . تفاجأت كيف علم بحبى لهذا النوع من الشيكولاته والورود ولم  أطل التفكير كثيرا وجدتنى أحمل هاتفى وأتصل به..وأجاب مسرعا: لا تسألى كيف عرفت ماذا تحبين  سأقول لك عندما أراك فى المساء فتعجبت  لما يحدث بيننا وأسرعت فى الرد عليه : هل تريد أن ترانى مرة أخرى؟؟   قال: ولمَ لا؟فأجبت: حسنا سأراك فى نفس مكاننا بالأمس وذهبت إليه وكلي خوف وقلق   لمَ ذهبت!!ةلمَ ذهبت للقائه مرة أخرى ولمَ أنا فرحة هكذا؟؟  فقابلنى بابتسامة.. وقبل يدى وأجلسنى على الطاولة وقال لى: لا تتعجبى فلقد أصابنى الفضول والجنون لأعرف كل شيء عنك وبحثت فى كل وسائل التواصل عندك  ومنها عرفت ماذا تحبين؟ وماذا تكرهين؟ وأفضل أنواع العطور وأفضل أنواع الحلويات قاطعته: لماذا فعلت  ذلك؟؟   قال: لا أعلم وجدتنى ولأول مرة أهتم بأن أعرف ماهو الذى يجعلك سعيدة  استعجبت من فعل ذلك وقبل ان أتحدث قال لى:لا تضيعى وقتنا فى الأسئلة... سأجيبك على كل شيء ولكن دعينا الآن نستمتع  بالاحتفال بأول لقاء بيننا تعدد لقاؤنا كثيرا وتعرفنا أكثر على بعضنا البعض... ومضى شهران ،نتقابل كل يوم  بعد العمل ،نتحدث  ونتناول الغذاء أو العشاء سويا .ثم أذهب الى المنزل لنكمل حديثنا على الهاتف ..ظللنا هكذا لمدة ثلاثة  أشهر ،بعد ذلك أفصح لى أنه يريد الزواج  منى ليجمعنا منزل واحد  وفعلا وبدون تردد  تمت خطوبتنا  واتفقنا على إعداد شقة الزوجية  بالتعاون معا ولكنه  ترك لى كل شيء  لأختاره  كما أريد  وفعلا بدأت بتجهيز كل شيء كنت بالنهار وبعد انتهاء عملى ،أذهب الى شقتنا وأتابع ماذا  حدث بها ويأتى هو مسرعا إلى لكى يتابع معى ولكي لا يتركنى وحدى...وفى الليل كالمعتاد يذهب كل منا  إلى منزله وتبدأ ليلتنا فى الحديث حتى الصباح وظللنا كذلك..حتى أتممنا تجهيز شقتنا وقمنا بتحديد ميعاد للعرس ولكن فجأة وجد أنه لابد ان يسافر عاما الى بلاد الغربة لإتمام صفقات خاصة بعمله وهو المسؤول الوحيد . حاول أن يؤخر ميعاد السفر بعد عرسنا ولكن الشركة حددت ميعاد السفر قبل العرس بأيام قليلة وإلا سيتم إنهاء عقده إن لم يلتزم بالسفر وسافر  وانطفأ قلبى معه عند مغادرته المطار...وكأن شيئاً يحدثنى بأنه آخر لقاء بيننا أول أسبوع.... كان يتصل بى ويحدثنى  ليس كما تعودنا ولكن على فترات متباعدة وأوقات ليست بالكثيرة وأصبح شغله هناك يأخذ حيزاً كبيرا من وقته وبدأ بنسيانى  ويأتي الليل  أجد الهاتف يرن  وأرد بلهفة ،وعند محادثتى معه كل مرة يذهب فى نوم عميق أصبح شخصا آخر لا أعرفه تحدثت إليه طالبة منه أن آتي إليه واقترحت أن يقتصر حفل الزفاف علينا فقط  ولكنه رفض رفضا تاما: لا... هذا العرس ليس ملكى وملكك وحدك بل أريد أن أرى الفرحة على وجه أبى وأمى  وأنه من حقك أيضا ومن حق أهلك عليكِ أن يشعروا بذلك مثلنا وأقنعنى بأنه يريد أن يتزوج فى وجود أهله لكى يشعر بالفرح معهم أقنعني وبالفعل  قلت له: كما تريد ولكني  مفتقدة للحديث معك قال لى: وأنا مثلك ولكن هانت... فى غضون شهور سأكون معكِ  وسنقيم حفل زفافنا ،لا تحزنى حبيبتى 

ولكن عليكِ الانتظار.!!

وماذا بعد الانتظار؟

فراق أم لقاء

بقلم📝

Hayam Hassan