امرأتي بلا قيود
امرأتي بلا قيود
تعرّفتُ عليها وكأنّها مُكبّلةٌ بالسلاسلِ والقيود... نظرتُها وصوتُها يملآنك إحساسًا بأنّك نجمٌ يتلألأُ في سماءٍ بلا حدود، يحلّق بك بعيدًا عن الغيومِ الثقيلة. ومع ذلك، كنتُ دائمَ التردّدِ في الاقتراب منها، فالأسوارُ العاليةُ والقيودُ التي تُحيطُ بها كانت تثيرُ فيَّ رهبة، وكأنّها تقول: "لا تتخطَّ هذا الحدّ."
لكنّ قلبي لم يهدأ، فتجرّأتُ واقتحمتُ أسوارَها وكسرتُ أوّلَ قيدٍ يحولُ بيني وبينها. وهناك، في أعماقِها، اكتشفتُ أنّها هي من بنتْ هذه الحواجزَ بنفسِها، خوفًا من الانطلاق، وخشيةَ الطيران بلا وجهة.
رأيتُ في عينيها مملكةَ قلبي، وقلتُ في نفسي
هي من كنتُ أبحث عنها طوالَ عمري، هي من جاءت لتُكملَني ولكنّها كانت مُكبّلةً بقيودٍ من صُنع يديها.
فقلتُ لها برفق
حبيبتي حرّري نفسَكِ من قيودكِ فأنتِ وحدكِ تملكين مفتاحَ الحرية
لا أحد يستطيعُ كسرَها سواكِ
نظرتْ إليّ وفي عينيها خليطٌ من الخوفِ والدهشة وكأنّ كلماتي لامستْ شيئًا دفينًا في أعماقِها
لم تردّ... لكنّها ابتسمتْ ابتسامةً خفيفة تحملُ حزنًا عميقًا ورغبةً خجولةً في التحرر
بدأتُ أقترب منها أكثر بحذرٍ
وكأنني أسيرُ فوقَ خيوطٍ رفيعة بين الحاضرِ والمجهول
همستُ لها
لن أُجبِرَكِ على شيء لكنّني سأكونُ هنا دائمًا سأنتظرُكِ حتى تتجرّئي على خلعِ تلك القيود. أنتِ تستحقّين أن تُحلّقي أن تعيشي بلا خوفٍ أو تردّد
ومع مرورِ الأيام كنتُ أراها تحاول... خطوةً بخطوة تبدأُ بإزالةِ أسلاكِ الخوف حولَ قلبِها. كانت متردّدة لكنّها استمدّتْ شجاعتَها من الحبِّ الذي جمعنا كنتُ أُطمئنها دائمًا
لا تخافي أنا هنا لأمسكَ بيدِكِ إن شعرتِ بالضعف ولأُذكّركِ أنَّكِ أقوى مما تظنّين
ومع مرور الوقت لم أعدْ أرى تلك القيودَ التي كانت تُحيطُ بها
تحرّرتْ وبدأتْ تُشِعّ ببهاءٍ لم أكن أتخيّل. أصبحت امرأةً بلا قيود
امرأةً تتألّق بكلِّ ما فيها من قوةٍ وجمال.
وفي لحظةٍ من اللحظات وهي تُحلّقُ بحرية نظرتْ إليّ بابتسامةٍ مليئةٍ بالامتنان وقالت:
شكرًا لأنّكَ رأيتَني كما أنا شكرًا لأنّكَ منحتني الإيمانَ بنفسي شكرًا لأنّكَ كنتَ حريّتي
حينها أدركتُ أنَّ الحبَّ الحقيقي لا يكسِرُ القيودَ فقط، بل يصنعُ أجنحةً تُحلّقُ بها الروحُ إلى أفقٍ بلا نهاية.
ومرّت الأيام ونحن نعيشُ حياتَنا كأنّنا نحلقُ في سماءٍ بلا حدود. كلُّ يومٍ كان درسًا جديدًا وكلُّ لحظةٍ كانت تأكيدًا على أنَّ الحبَّ ليسَ شعورًا فقط بل هو رحلةٌ مستمرةٌ من البناءِو الدعمِ والإيمانِ المتبادل.
وفي يومٍ هادئ، بينما كنّا نسيرُ معًا على شاطئ البحر، توقّفتْ فجأةً وأخذتْ يدي بين يديها. نظرتْ إليّ بعينيها البنتين العميقتين وقالت:
لقد كسرتَ قيودي لكنّكَ كنتَ الحبلَ الذي ربطني بالأمل
لا أريدُ أن أُحلّقَ وحدي أريدُ أن أكونَ معكَ دائمًا... أنتَ جناحي الآخر.
ابتسمتُ ونظرت إليها وأجبتُها
"لن تكوني وحدكِ أبدًا، أنا معكِ حتى آخرِ نَفَس وسنُحلّقُ معًا في سماءِ أحلامِنا التي لا تعرفُ حدودًا
ومع غروبِ الشمسِ كان وعدُنا يتجدّدُ
وعدٌ بحبٍّ لا يقيّده زمن ولا تُعرقلُه ظروف. كنّا نعلم أنَّ الحياةَ قد تحملُ لنا تحدياتٍ أخرى لكنّها لن تنتصرَ علينا لأنّنا أصبحنا أقوى معًا.
وهكذا لم تكن قصّتُنا عن تحريرِ القيودِ وكسرها فقط، بل عن بناءِ حياةٍ مليئةٍ بالحبِّ و الشغفِ والإيمانِ بقدرتِنا على تخطّي كلِّ شيء.
#امرأتي بلا قيود
HayamHassan
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجعنا على الاستمرار
وشكرا